ليبيا
يعتمد الناس في ليبيا على الأعشاب الطبية لعلاجهم من المشاكل الصحية وخاصةً في المناطق القروية. إن اهتمام الناس بهذه الأعشاب شكّل مدخلاً مميزاً لصون التنوع البيولوجي.
يتم تنفيذ البرنامج في منطقة الجبل الغربي وهي منطقة جبلية تمتد من الحدود التونسية من الغرب حوالي ١٠٠ كلم جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى الخُمس على الساحل الشرقي. أصبح الكثير من الأعشاب الطبية نادراً أو مهدداً بالإنقراض بسبب الإستعمال الكثيف، لذلك فإنهم بحاجة ماسة للحماية. إن أغلب النظم البيئية والمواطن التي تدعم هذه النباتات القيِّمة في المنطقة تُعتبر مهددة بسبب سوء الإستعمال والرعي الكثيف وانجراف التربة. ينفذ المشروع في منتزه أبو غيلان الوطني, ويتم تنفيذه من قبل السلطة العامة للبيئة بالتعاون مع جامعة الفتح وقسم الزراعة. أما المنسق الوطني فهو الدكتور عمر محمد سوداني.
يهدف البرنامج إلى صون الوحدات البيئية في المنطقة وحفظ جينات النباتات الموجودة في المنتزه. اعتُمِدت لذلك البيوت البلاستيكية في منتزه أبو غيلان الوطني وفي منطقة طُبي، حيث تُجرى الأبحاث عن زرع الأعشاب الطبية وغيرها من النباتات المهمة إيكولوجياً من البذور وفسخات النباتات البريَّة، وإعادة زرعها في الأماكن الطبيعية. بالإضافة، فإن بعض الأبحاث تجرى من قبل تلامذة وخريجي الجامعات على "تنبيت البذور" وإعادة زرعها. إن معظم النباتات المهددة والمهمة بيئياً في ليبيا لها خصائص طبية، ولذلك فإن الأبحاث العلمية التي بدأها البرنامج، والتي زوّدت معلومات واسعة عن طرق التنبيت والتكاثر وإعادة زرع وحصاد هذه الأنواع، هي ذات قيمة مضافة للمجهود المبذول لإعادة تأهيل النظام الإيكولوجي المتدهور في ليبيا.
من أهداف البرنامج تعزيز وعي المجتمع حول منتزه أبو غيلان الوطني لذلك، وُضِع برنامج تربية بيئية وتم تنفيذ ورش عمل تربوية. كان لتعزيز وعي المجتمع على الأعشاب البرية تأثيراً إيجابياً محلياً لزيادة الإهتمام في صون هذه النباتات. فقد تم جمع المعلومات الميدانية عن النباتات المهددة بالإنقراض مع تحديد أصنافها وتقييم المخاطر والنشاطات التي تؤثر سلبياً على النظام الإيكولوجي وتُعرِّض الأصناف النباتية للخطر، وتم كذلك تحضيرعينات لنباتات المعشب وجمع المعارف التقليدية من المجتمعات المحلية، خاصةً النسائية، بالإضافة للمراجع والوثائق عن كيفية استعمال وصون النباتات.
|