تتمتع منطقة شمال إفريقيا بأقدم وأغنى التقاليد المتعلقة باستعمال النباتات الطبية. إن هذه النباتات مهمة لأهالي المنطقة، خاصة في المناطق القروية، حيث أنها وفي بعض الأماكن المصدر الوحيد المتوفر للدواء وكذلك في المدن, فإن أسعار الأدوية الحديثة في ارتفاع، وإن الناس في عودة إلى استعمال العلاج بالنباتات التقليدية.
إن الطلب على الأعشاب الطبية في حالة تزايد في الدول النامية كما في الدول المتقدمة لعدة أسباب: عدم وجود تأثيرات جانبية في المنتوجات الطبيعية، وتَوَفُّر هذه النباتات بأسعار ممكنة تشجع على شرائها.
تُستعمل النباتات الطبية والعطرية بعدة أشكال كالنبتة بأكملها أو قسم منها أو زيوتها العطرية بعد تقطيرها وتُستخدم في الصيدلة وفي مستحضرات التجميل وفي العطور وصناعة الأطعمة.
مع الطلب المتزايد للموارد الطبيعية، إن العديد من الأصناف النباتية أصبحت في حالة نقص في المناطق التي كانت غنية بهذه النباتات. لذلك، إن عدم تنظيم جمعهم يمكن تحويلهم إلى نباتات مهددة بالإنقراض.
لهذا، فإن التركيز الأساسي لبرنامج شمال إفريقيا للتنوع البيولوجي اهتم بصون الأعشاب الطبية والنباتات العطرية الموجودة في حالة خطر الإنقراض. إن هذه الخطوة أمّنت أسس قوية لصون التنوع البيولوجي عامةً، وتحسين حياة الناس القاطنة في مناطق تواجد هذه النباتات أو حولها خاصةً.
كان برنامج شمال إفريقيا للتنوع البيولوجي يبحث عن تعريف وصون هذه الموارد المهمة، وحماية المعرفة التقليدية المتعلقة بحسنات هذه النباتات وترويج استعمالها المستدام من خلال مشاركة المجتمع. كانت النتيجة المهمة من هذا البرنامج جمع, من الخمس بلدان الشمال إفريقية, بيانات مزودة بمعلومات علمية عن النباتات الطبية وشرح عن استعمالاتها التقليدية. الإختصاصيون المشاركون في هذا العمل هم الدكتور فرج عبد الرحمن والدكتورة سليمة بنهوهو والدكتور رشيد شيملي والدكتورة زينب غرابي والدكتورة فايزة حمودة والدكتور ادريس لمنوّر والدكتور كمال البتنوني الذي هو بدوره رئيس لجنة الأخصائيين. كذلك، فقد تم العمل على نشاطات أخرى في البلدان الخمس.
|